مند سنين عديدة وشباب شمال إفريقيا يعطون حياتهم هدية لأسماك القرش في البحر الأبيض المتوسط من اجل الوصول إلى أوربا’ من اجل حياة أفضل من حياة بلادهم الأمازيغية التي اختارت الانضمام إلى العالم العربي فكريا وسياسيا وثقافيا وفشلت فشلا دريعا. والمثير للدهشة أن تمن المغامرة لا يضمن أدنى درجات الفوز. فإن انجوا من مخاطر البحر’ تنتظرهم المغامرة الكبرى في أوربا. لكن شهرة الحدث الذي أصبح يعرف بالحراكة في الإعلام العالمي أدى إلى اغرى كل شباب العالم المتظلم. فأصبحت بدلك شمال إفريقيا باب الهجرة السرية إلى أوربا’ يأتي إليها الشباب من إفريقيا السوداء مشيا على الأقدام آلاف الكيلومترات و من أسيا عبر البر والبحر من اجل بداية المغامرة في سفن الموت أو ما يعرف بالباتررا باللغة الاسبانية. كانت هده هي العادة’ إلى أن برهن شاب مجاز و معطل تونسي اسمه محمد البوعزيزي ومن شمال إفريقيا أن قولة الرئيس الأمريكي اوباما "نعم ممكن" صحيحة. البوعزيزي فضل أن يعطي حياته هدية للنار أمام كاميراث العالم ليصل رسالته’ عوض أن يعطي حياته لسماك القرش في أعماق بحار الأبيض المتوسط. فاستطاع بدلك ان يهز عرش العروبة في تونس’ ما أرغم الرئيس بن علي -مؤسس المغرب العربي 22 سنة من قبل- للهروب إلى الجزيرة العربية موطن فكره’ وكان دلك في رأس السنة الأمازيغية 2961 الموافقة ل2011. فما رايكي وما رأيك: هل تحب أن تهدي جسدك للنار لتغير بلدك؟ أم أن تهدي جسدك لأسماك البحر الأبيض المتوسط لتغير حياتك؟ أم أن تعيش في بلدك ولو بدون حقوق؟
meryam