موضوع: القضية الإيميضرية بين خط الاستمرار و محاولات الركوب السياسي والإعلامي 4/29/2012, 18:30
ملف إيميضر، الاستمرارية والصمود فوق جبل ألبان. timu:
الاعتصام التاريخي كان نتيجة الحكرة والتهميش، والاستغلال للأرض والانسان، والترامي على الحق الطبيعي للايميضرين…كلها من بين الحوافز الرئيسية والعاملة التي أدت الى استيقاظ الساكنة من أجل المطالبة بالحقوق –إزرفان-وتوفير كل ظروف العيش الكريم، فقالوا بصوت واحد إيميضري قوي ”لا” ، “لا للحكرة والتهميش والاقصاء، لا للتلاعبات السياسية، والركوب المخزني . منذ الازل وهذا الانسان –الانسان الاميضري الامازيغي-لا يرى في هذا الوطن الا القمع السياسي والاقتصادي والتهجيـــر الى البعيد، وطن غريب داخل أوطان غريبة، نطالب الان بحقنا داخل وطن ليس فيه حق ولا حقوق، فلنقف وقفة إجلال وإكبار لكل هؤلاء المناضلين الابرار، الذين علمونا كيف نناضل وكيف نكافح من أجل الحرية والحقوق، من أجل الاطفال والشيوخ والنساء، من أجل هذا الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوطن الغريب . ألبان كما معروف للجميع، جبل لا يسع إلا الاحرار، سمعنا عنهم ونحن بينهم :أن العزيمة والارادة يصنعان الانسان ويصنعان خرية الإنسان، فقد سال الكثير من المداد على هذه الملحمة، كتبوا عنها وغنوا من أجلها، ما أعظم هذا الانسان الذي لم تنل منه الطبيعة ولا خروقات المخزن، هذه هي حقيقة طبيعة الملحمة وكيف استمرت 9 أشهر، من 01/08/2011 الى 30/03/2012، هذه الاستمرارية النضالية فوق جبل ألبان هي وليدة التاريخ والجغرافية والمقاومة البوكافرية (1933)، لنقول في الاخير :”ألبان هو الوسيط الشرعي والتاريخي للمقاومة في الجنوب الشرقي”، بعزيمة مقاوميها من رجال ونساء – عسوا أباسلام و عدجو موح – وهذه العزيمة هي التي أكدت أننا نحن أحفاد هؤلاء لن نتخلى عن حقنا ولا عن أرض أجدادنا مهما كان الثمن، الارض لمن حررها إذن، ونحن أبناء وأحفاد من حرر هذا الوطن بعزيمة الوطنيين الحقيقيين وغيرة وطنية حقة بدون انتهازية ولا أهداف سياسية، كما نرى من الاحزاب السياسية التي تقطع الحبال لتصعد ألبان، وكما قال عبد الكريم الخطابي :” الاحزاب السياسية تكون عرقلة أساسية في تحقيق الوحدة الوطنية”، لأنها مبنية على الايديولوجية والسياسة الاقصائية. بالرغم من المزايدات المخزنية فنحن لن ننسى التاريخ ولا التعذيب السياسي،ونحن على درب الاجداد المقاومين سائرون لن نركع. ليستمر النضال إذن، فتحية نضالية الى حركة على درب 96، صانعة الرجال والمناضلين الحقيقيين، تحية نضالية الى Amussu Xf Ubrid n 96، الحركة الاحتجاجية السلمية التنويرية الديمقراطية والعقلانية، المدرسة النضالية التي أبانت عن الوعي الحقيقي والعزيمة الحقيقية في نضالها من أجل بناء الانسان الامازيغي الايميضري، ومن أجل استرداد كل الحقوق ومن أجل وقف سياسة نهب الارض والترامي عليها، وإحياء للقاعدة وتاوماتـ Tawmmat. * الاعتقال السياسي بين الماضي والحاضر –اعتقال المناضل السياسي ” مصطفى أوشطوبان”. (في الصورة المعتقل السياسي : “مصطفى أوشطوبان”). الاعتقال السياسي بين الحقيقة التاريخية والاستمرار في نهجه القديــــــــم، المخزن تلاعبـــ بملفاتنـــــا وأخرج بين طياتهـــــا أن الكلمة يجب أن تسجن، والحقيقة يجب أن تموت قبل أن تصل الى أصحــــابها، لكي لا يكون ملف الاعتقــــال السياسي في صفوف مناضلي القضية الامازيغية وكل معتقلي الكلمة والحرية والعدالة ملفا متهاونا فيه، متلاعبا به، فنحن أصلا في وطن لا عدالة فيه ولا قانون؟ أرى أن هناكـ ثغرة مـــا موجودة، حرية المعتقل لا يجب التكالب والتلاعب بها وعليها، كيف هو المعتقل ؟ وكيف يكون الكفاح ومواصلــــة الكفاح؟ الحرية الجوفاء في وطن أجوفــ، تحكمه الضغينة والسلطة الفاسدة، مصير كل المعتقلين لم يعرف؟ المخزن أراد إقبار الصوت الامازيغي واعتقال الهوية والثقافة واللغة الامازيغية التي خلقت حرة، فكيف لحر أن يصبح عبدا؟ بهجوم المخزن على المناضلين واعتقالهم بالعرقية وعدم تحمل حقيقة الارض والهوية الامازيغية، ومحاكمتهم بالعنصرية. وكما هو ملف 1986 و1996 والذي يسير في نفس السياق وهدا مقتطف من ملف الاعتقال وكم من معتقلين ,فسنـــة 1996 نجد أنه ثم :” اعتقال ثلاثة و عشرون (23) فردا من ساكنة إيميضر من بيهم امرأتين ،و اللتان تم اطلاق سراهما مساءا من نفس اليوم بعد تعرضهن لتلاوين من الاعتداء و التعذيب و الشتم داخل مخافر الشرطة، ليتم نقلهم الى مخفر الدرك بتنغير، وللإشارة هنا فالسيارة التي استخدمت لنقل هؤلاء المناضلين من ملكية شركة معادن إيميضر، الشيء الذي يؤكد تواطئ الشركة في هذا الهجوم، والواحد و عشرون (21) المتبقيين من بينهم شيوخ وشبان لم يسلموا من التعذيب، فالجلادون لا يفرقون بين هذا و ذاك، ولازالت اثار التعذيب بادية عليهم حتى الآن، كما ان اثنين منهم كانوا في حالة خطيرة بمستشفى بومالن ن دادس، وهذا ما لم تشر اليه وزارة الداخلية في بلاغها الموجه الى وسائل الاعلام و تم نشرة في مجموعة من الجرائد الوطنية، كما لم تشر اليه الضابطة القضائية في محضرها الموجه الى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بورزازات.“ هذا ما حدث لمعتقل القضية الايميضرية، المعتقل السياسي مصطفى أوشطوبان، الذي حكم عليه بأربع سنوات نافذة بعد تأييد للحكم الابتدائية بتواطؤ الشركة وبيادقها والذين هم في نفس السياق أعداء الحرية والحقيقة، يحكمون ولا يعدلون، بمجرد أنه من إيميضر سيحاكم !!! كل إيميضري على أنه إيميضري عدو المخزن، وكما يعرف الجميع, الاعتقال والحيثيات التي كانت وراء الاعتقال، وكيف طبخ الملف ليوافق شروط الاعتداء على العدالة بالمحاكمة غير العادلة، والتي اتضحت ملامحها أثناء المحاكمة في محكمة الاستئناف في وارزازات في 13/01/2012، وقد كان الملف المفبرك يسير بطريقة غير ديمقراطية، بحيث أنه ثم صدور الحكم في المحكمة الابتدائية على أساس أن المناضل أشطوبان بريء من تهمة العصيان التي أسقطت عنه، أما السرقة فقد كانت سارية المفعول؟ وكلها تهم تحمي في نظرهم عدالتهم التي اتخذوها خطوة أولى لتأييد الحكم الاول والذي هو 4 سنوات سجنا نافذة, و العدالة الفاشلة التي حكمت بشكل عنصري على أبناء ومناضلي الجنوب الشرقي التي وزعت عليهم أكثر من 200 سنة (من الانتفاضة السوداء ببومالن دادس وكل معتقلي الحقيقة)، فما الذي يحدث إذن؟ إنه الماضي والعداء التاريخي لكل أبناء الوطن، والانتقام من الاحفاد بسبب مقاومة الاجداد ، ولكن مهما كان الامر فليقتلوا وليسجنوا وليعتقلوا فالنضال مستمر مهما كان الثمن، ونبا قالها :” سنغني من أجل الحقيقة مهما كان الثمن الذي سندفعه”، لدى مهما كان الثمن سنناضل من أجل استرجاع الحقوق مهما كان الثمن، فمن أجل الكرامة سندفع ثمن الحرية لكن لن نرضى أن تهان كرامتنا. * المخاطر البيئية من ورائها شركة معادن إيميضر للفضة: الصورة لا ماء ولا امان، هذا بئر في توريرت ن تلامت متأثرة باستنزاف الثروة المائية). - ضرورة الماء، الاستنزاف وغياب أي تنمية: لا الطبيعة ولا المخزن، خدم هذا الوطن، ونحن من وراء هذا لا نرى الا التهميش وسياسة البروبوغاندة والابارتايدية العروبية اليعقوبية، وللذين يسألون عن علاقتنا بالمخزن هاهي العلاقة وهاهي النتيجة، حكرة بالمجان وتعذيب سياسي يعقوبي عبر التاريخ. ثم نضيف ما قاله أحد فلاحي المنطقة :” في وطن كهذا الوطن الذي استحود فيه الكل على الكل، واستحوذ الفرد على الكل هل سيجد الطفـــــــــــــــــــــل الصغير، والام المناضلة من أجل أبنائها وهذا الفلاح الذي يعيل أسرته بما تخرجه أرضه من أجل ظروف عيشه الكريم؟ في الصحراء كمــــــــــــــــا يقولون، والوديــــــــــــــان الجافة التي تنبت أعشاب جافة، وديان لا ترى أية قطرة حتى نمت النباتاتــــــــــــ بدون ماء ولم نرى فيها الا الرياح والبرد والتهميش والإقصاء والحكرة وكل شيء؟ ” الوديــــــــــان لا هي تجري ولا هي تدري، النباتاتـ نمت بالجفاف ولا ندري، أهي نعمة أن تنمو النباتات بدون ماء، فحتى النباتات صمدتـــ فكيف سيصمد الراعي؟ نجهل حتى أي نوع من النباتات صمدت بصمتها لتنمو، من أعلى الطبيعة ومن الواجهة المخزن، أكثر ما نواجهه الان هو الطبيعة، ثم المخزن, وهو مرتاح الان لان الطبيعة بجانبه، أصبحنــــــــــا رحال أحرار نجوب أي أرض نريد طمعا بأنها أرضنا، لما أردنـــــــا أن نستقر أصبحنا عبيدا لأرضنا، وغرباء عن أرضنا؟ فمن نحارب؟ الطبيعة أم المخزن؟ لكن عندمــــــــا ينتصر الحق ويزهق الباطل ——–—— < سيزهق المخزن، لان الطبيعة غاضبة هي أيضا من خروقات المخزن”. فالماء هو كل شيء، الماء هو الامان، الماء أساس الحياة، كل شيء مبني على الماء، ونرى أن الشركة تستنزف كل قطرة من ماء الجنوب الشرقي دون مراعاة للسكان وللمنطقة والتي ترتكز أنشطتهم المعيشية على الفلاحة وتربية الماشية ، يريدون تجفيف ما تحث الارض وقتل وتهجير ما فوقها، فنرى أن نسبة استنزاف الفرشاة المائية تكون على أساس أن كمية المياه المستخرجة والتي تتجاوز بالتدقيق 18 لتر في الثانية أي ما يعادل 64800 لتر في الساعة و 46656 متر مكعب شهريا وبالتالي يصل الاستهلاك السنوي إلى 559872 متر مكعب. - البيئة:
أصبح من غير المعقول الحديث عن البيئة و التنوع البيولوجي بسبب تسرب المياه المستعملة و الملوثة التي أتت على الأخضر و اليابس و أضرت بالساكنة وكل ما يوجد بمحاذاة المنجم، حيث فقد الكثيرون أعدادا كبيرة من رؤوس الماشية . ناهيك عن المواد السامة المتسربة إلى الفرشة المائية و هو ما يشكل خطرا بيئيا ليس على سكان إيميضر فحسب، بل و ساكنة حوض تودغى. بحيث نجد أن الشركة لا تراعي أي اهتمام ولا تراعي ظروف السكان، الذين يتأثرون بكل مخلفاتها، من مواد محظورة دوليا، ولم نقم بأي خطوة لانقاد السكان من السحب والبواعث التي يستنشقونها منذ أمد بعيد، ومن بين هذه المواد، مادة “السيانور” المحظورة عالميا، بحيث أن نسبة التسمم فيه تصل الى 18,5 g/l، وعند المعالجة حسب بعض البحوث تصل الى 4,3mg/l، وهي بالرغم من ذلك لازالت قاتلة لكل ما يوجد بالطبيعة، والشركة تفرغها مباشرة في الارض التي تعاني من الجفاف والتصحر، حتى أصبحت أرض عقيمة ولا بورية؟؟؟ من هنا يمكن أن نلخص الأضرار البيئية الى ما يلي:
* تلوث المياه السطحية والجوفية وتعريضها للتجفيف ما يؤثر سلبا على المياه في المنطقة الواحية وخاصة الخطارات في أمان ن إيقودار والفرشة الجوفية لواحة دادس. * وجود مطرح للنفايات تطرح فيه المواد السامة الصادرة عن المنجم بدون أي ترخيص من الجماعة القروية. * تراجع منسوب المياه في السواقي والآبار بسبب الاستغلال المفرط في الفرشة المائية. * تسرب المياه المستعملة والملوثة (سيانـور) (هذا السم الممنوع عالميا و الذي لا يتحلل إلا بعد مرور قرون من الزمن). * تلوث وتدهور الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي و الذي يتجسد في انقراض بعض أنواع النباتات (الطيور المهاجرة والتي عترنا على طائر ذو خاتم ميت بفعل هذا السم القاتل، أما تأثيراته على الانسان فكثيرة منها : التأثير على الدم والتنفس) صعوبة التنفس. يجب مراعاة الجانب القانوني فيما يتعلقــ بقانون استغلال المعادن من اجل فهم الحيثيات والاهدافــ التي تكمن وراء صمت الشركة عن تلبية حقوق الايميضرين، وعن سبل الوقوف في صفهم بإنصافهم وتحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة، والتعويضات التي يجب أن تكون إلزامية لفهم لمدى التهميش والاقصاء وسرقة الثروة واستغلال النفوذ من أجلها بالحرص على الانتفاع من ما تخرجه جبال صاغرو من ثروات طبيعية هائلة، ولا يرى منها سكانها الا التلوث والغازاتــ السامة والتلوث البيئي المستمر من بواعث المصنع، وهي بواعث خطيرة على صحة الانسان وحتى الحيوان، وكيف يمكن فهم هدا والكل يمد يده -من هؤلاء المستغلين للمنجم- من أجل امتصاص خيراتها، وتهديد المنطقة ببوار اجتماعي وهجرة مستمرة للمنطقة، مع تهديد ممتلكات السكان وتعميد ترحيلهم، بالاتكاء وتجفيف الرقعة الجغرافية من الموارد المائية الطبيعية، وتهديد باطن الارض بالجفاف، فأمــــا فوق الارض فهو صحراء جرداء بامتصاص الشركة للمياه بدون نظام ولا اعتبار لاحتياجات السكان من المياه الصالحة للشرب، كما نضيف أن الجانب الاجتماعي من الملف يجب أن يأخذ بعين الاعتبار، حيث أصبحتـــ الفلاحة والاغراس والاشجار مهددة بالموت والجفاف إذا استمر الوضع هكذا. إن تجفيف فوق الأرض وباطن الأرض من المياه ليس الا استنزافا همجيا خطيرا على الفرشاة المائية الباطنية للأرض، وخاصة أننا نعرف أن المد الجغرافي للمنطقة يعتبر مستقيما، فأي استنزاف في إيميضر للمياه سينعكس سلبا على المناطق المجاورة كدادســ وما يقابلها في الأطلسين نظرا للانحدار ولامتداد الفرشاة المائية، ونظرا لأهمية هذا المورد لدى الساكنة أولا والشركة ثانية فقط جعلت ضربة البان موجعة للشركــــة، وجعلت مصيرها في قبضة من حديد حتى تحقيق المطالب.
في الاخير لــــــــــــــــــــــــنا موعد اخر أقول:” ها هي الجبال اليوم تتلكم من جديد وبصريح العبارة، كما نمتد امتدوا وكما نقف قفوا فالجبال الشامخة تبقى شامخة الى الابد، وجبل البان مدرسة من لا مدرسة له، جامعة من لا جامعة له، يتحدث اليكم اليوم بصمود وعزة، وحرص على الكرامة والنضال من اجل الحرية.
القضية الإيميضرية بين خط الاستمرار و محاولات الركوب السياسي والإعلامي